انهى الجولاني اليوم من خلال ظهوره الجدل الجاري فيما اذا كان هناك معركة في ادلب ام لا واثبت هو الاخر بانه مجرد اداة دمية يتم الدفع بها الى المسرح لتأدية دور مرسوم بدقة.
صحيح انه على ارض الواقع هيئة تحرير الشام ( جبهة النصرة ) هي الفصيل المسلح الاقوى في ادلب ( وعلى اهل ادلب ) ، ولكن من المؤكد انه ليس اقوى من التحالف الدولي (مضافا اليه روسيا ) الذي يعلن باستمرار بان عدوه الاول في سوريا هو داعش والنصرة ، ولا تملك "الهيئة"القدرة ولا حتى "القرار" على مواجهة قوات النظام وروسيا في حال اتخذ قرار دولي بوجوب استعادة النظام لادلب؟
وبعد اخذ ورد واسئلة طرحت كثيرا خلال الشهر الماضي ، واخبار عن انشاء جيش وطني وكليات حربية وتوحد للفصائل، وكل انوع التورية والتأجيل التي حصلت لكي تصنع غطاءاً على وجود النصرة بادلب وتقطع الذرائع لمهاجمتها من قبل النظام وحلفائه ، خرج الجولاني في خطاب متلفز لينسف كل هذه الجهود.
وطبعا الجولاني مجهول الاصل والهوية يعمل بالريموت كونترول ويغيب ويظهر باوامر، وانا شخصيا اشك بان له اي دور عسكري حقيقي اساسا في سير "المعارك" في الشمال ، ظهر في مشهد درامي (يعتمد على التصوير باكثر من كاميرا ) وقراءة كلام مكتوب بدقة فيه الاشارات المطلوبة "للخصوم" ليستعدوا لاستلام المنطقة.
ظهر الجولاني في ريف اللاذقية ليعطي رسالة تهديد بتوسع النصرة الى الساحل ، تبنى الجولاني ( وهو لا يستطيع غير هذا ) خطاب جهادي اسلامي ينتمي كما هو معروف عنه الى القاعدة ، والاهم والملفت بانه اعلن بشكل مباشر بانه في حل من العلاقة مع تركيا عندما اشار الى "عدم كفاية نقاط المراقبة" التركية وان العملية السياسية يمكن ان تشهد "تغير بالمواقف" واخيرا رفضه للمصالحات واعلانه ملاحقة كل من ينزع اليها ..
فور انتهاء هذا المشهد ، اعلن مركز المصالحة الروسي بان جبهة تحرير الشام تحضر لهجوم ضد قوات النظام ..
فإذاً ماذا بقي من بعد خطابه للنظام وحلفاء النظام وروسيا ليفعلوا ؟
اعتقد بان ظهور الجولاني ليتصدر المشهد مرة اخرى هو بداية نهاية الفصل الاخير من مسرحية "هيئة تحرير الشام " في ادلب واعطاء الضوء الاخضر لبدء عملية واسعة فيها تعود مناطق واسعة منها الى سيطرة النظام وحلفائه.
نضال معلوف